المعلم ذو الهمة لديه رؤية واضحة يرتبط بها في جميع الأوقات:-
إن الرضا الذاتي يأتي إذا ما حقق المعلم الأهداف الهامة له،أما إذا استبدلت هذه الأهداف باهتمامات وقتية فإن الشعور بعدم الرضا هو الذي سيحل بنا، فحتى يستعيد المعلم رضاه الذاتي ودافعيته فإنه يحتاج إلى أن يعيد اتصاله وتفاعله بما كان يتمنى أن يصل إليه عندما التحق بالتعليم،أي أنه يحتاج للعودة والارتباط برؤيته.
كيف يضع المعلم رؤيته ؟
هناك استراتيجية عملية تساعد المعلم على وضع رؤيته وهي كالتالي:
على المعلم أن يتخيل نفسه في حفل تقاعده وأنه سيكرم من قبل كلمة سيلقيها عليه بعض الطلبة،فيسأل نفسه ما أهم ما أريد سماعه من طلبتي عني؟ثم يكمل بماذا أريدهم أن يتذكروني؟
وبعد ذلك يقوم بتدوينه ثم يعيد قراءته بصوت ويستشعر الموقف ويحدد شعوره هذا الشعور المتولد هو الشعور الذي لابد أن يصاحبه في كل مرة يتفاعل مع طلابه،والذي نريد منه أن يصحبه معه إلى المنزل.
ما هي الرؤية؟
الرؤية هي مجموعة من المبادئ الأساسية وأهداف أو تصاريح ومخططات المعلم وهي بمثابة دليل يستطيع المعلم من خلاله التركيز على أهدافه الهامة، والتي تعتبر المحرك والدافع الأساسي لعمله والتي تحقق له الرضا الذاتي عن مهنته والمنبثق من رضا الله سبحانه وتعالى.
نماذج من رؤى بعض المعلمين:-
1)) رؤيتي هي زيادة ثقة طلابي بأنفسهم،وتشجيعهم للوصول لأعلى قدراتهم وإمكاناتهم،وفي كل تفاعل معهم سوف أعاملهم باحترام وشفقة وتفهم.
وسوف أحقق توقعاتي المرتفعة عنهم أكاديمياً،وسلوكياً وسوف أتحمل مسؤولية وصولهم إلى تلك التوقعات.
2)) رؤيتي هي مساعدة كل طالب ليطور صورة إيجابية عن ذاته واجعلهم جديرين بالاحترام وأن يتمكن كل منهم من الوصول لأعلى قدراته الفكرية والاجتماعية والعاطفية والحركية.
3)) رؤيتي هي أن أحث وأحفز وأعطي من نفسي ما يصل بكل طالب لأفضل ما يمكن أن يكون.
4)) رؤيتي هي مساعدة كل طالب ليصبح متعلم فعال في مراحل حياته وأن أنمي فضوله وخياله وإبداعاته،كما سأساعد كل منهم ليطور مهارات الضبط الداخلي وتحمله للمسؤولية وأن يصبح مواطن صالح.
5)) رؤيتي هي تقوية كل طالب ليصل للمستوى الذي يشعره بأهميته وذلك من أول يوم سوف أعمل معهم ليدركوا بأنهم مقبولين ومهمين وليدركوا أهمية التعليم ،وأن الحياة أمامهم وأنهم لابد أن يضيفوا فيها شيئاً ويثبتوا هويتهم الإسلامية.
6)) رؤيتي هي النظر لكل طفل يومياً وأن أعطيه ما يحتاجه ليصبح لديه إيمان بشخصيته المسلمة،وأن أجعله يشعر بأفضل ما يمكن أن يصل إليه وأن أعطيه المهارات التي يستطيع بها مواجهة التحديات التي تقابله.
لماذا على المعلم كتابة رؤيته؟
لأن الكتابة تعتبر بمثابة عقد بينه وبين نفسه عليه الالتزام به.
كيف يفعل المعلم رؤيته؟
عندما تسبق المعلم رؤيته إلى الفصل فإنه بالتالي سوف يخطط لدرسه بناءً عليها(الأهداف،الأنشطة،المناقشة.....الخ) وإذا وضع المعلم بطاقة على مكتبه لتذكره بأهدافه(الدافعية،الإيحاء...الخ) فإنه سوف يوجد الطرق التي توفر له تحقيقها،كما أنها ستساعده للتوجه في قراءاته نحو المواضيع الذي ينشدها مثل (الضبط الداخلي، تعليم المبادئ..الخ).
وفي نهاية اليوم على المعلم أن يفكر في الطلاب الذين كان له دور معهم في تحقيق رؤيته.
ثانياً الاعتقاد
المعلم ذو الهمة هو الذي يعتقد بأنه يستطيع النجاح مع طلابه
إن المعلم الفعّال(ذو الهمة) هو الذي يعتقد بأن كل طالب يستطيع أن يتعلم ويحقق النجاح كما أنه يعتقد بقدرته على مساعدة كل طفل للتعلم والنجاح والأهم من ذلك أن المعلم الفعال هو الذي يعتقد بأنه يستطيع أن يصل ويحقق أهدافه التي تجلب له الرضا والسعادة الداخلية أي بصورة أخرى هو الذي لديه اعتقاد برؤيته وبتحقيقها.
ما المقصود بالاعتقاد؟
ليس المقصود بالاعتقاد هو الأفكار الإيجابية فقط ، وإنما هو تحقيق هذه الأفكار.
إذا اعتقدت بأنك تستطيع أو بأنك لا تستطيع فأنت في الحالتين صائب
الاعتقاد السلبي يؤدي إلى نتيجة سلبية:-
إن السبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى التعود فعندما نعتقد بأن هذا الطالب لا يستطيع التعلم فإن ذلك يعتبر عادة تعلمناها واكتسبناها.
وكما رأينا في تجربة جامعة هارفارد أن الاعتقاد لم يكن له علاقة بالواقع.
ولكن ما السبب في أن عدد كبير من المعلمين مُقيد نفسه بالاعتقادات السلبية؟
السبب :-
1- نظرة المجتمع الحالية للأطفال(أطفال الأيام هذه متعبين،يكرهوا المدرسة،لا يمكن تحملهم.........الخ).
2- ما يبثه لنا الإعلام من صور سلبية عنالأطفال والمراهقين.
3- ما يدور من أحاديث بين المعلمين مثل:
من المستحيل أن يتعلم أولئك الأطفال(أنسي).
أنصحك لا تحاول الاتصال بوالد ......هذا شخص ما........
عرفت ما الذي يريده المدير ، يظن أن الأولاد يمكن تدريبهم .
كيف يومك؟هل كان بنفس درجة السوء التي كان علها يومي؟
أنا لا أستطيع أن أفعل شيئاً مع الأطفال إنهم لا يستجيبون للتعليمات ، ولا يرغبوا في التعلم ، وحتى أنهم لا يهتمون بأي شيء .
يا الله لقد أصبح هذا المكان مثل حديقة الحيوان.
فعندما نمرر مثل هذه الرسائل يومياً إلى أسماعنا ، فإننا وبسهولة وبدون أن نشعر سنجد أنفسنا معتقدين فعلاً بأننا لا نستطيع أن نقوم بأي تغير أو تحسين.
الخلاصة:-
إذا اعتقدنا بأن هذا الطفل لا يستطيع أن يتعلم فإننا لا شعورياً (أو غريزياً) لن نقوم بالجهد المطلوب لتعليمه،سوف يتولد صوت في عقلنا ((حقيقي لا يستطيع أن يتعلم،حقيقي لا يستطيع أن يتعلم،حقيقي لا يستطيع أن يتعلم........))وبالتالي نجد أنفسنا استسلمنا لهذا الصوت (بدون أن ندرك) ولم نبذل الجهد المطلوب.
إن ما نفكر به يؤثر على مشاعرنا والتي بدورها تُحرك سلوكنا
الاعتقاد الإيجابي يُكسب نتيجة إيجابية:-
إن مفتاح النجاح هو اهتماماتنا وأفكارنا الإيجابية .
مثل/((أحمد يستطيع أن يتعلم،فقط أحتاج للاستمرار في العمل معه وسوف أجد الطريقة التي سيتعلم بها)).
وعندما ننجح في ذلك فإنه سيتولد لدينا شعور بالنجاح والرضا وسيدفعنا لمزيد من النجاح أي ستحقق رؤيتك.
إذا لم تحقق هذه الطريقة نتيجة فابحث عن الأخرى
إن المعلم ذو الهمة (الفعّال) يدرك قيمة اعتقاداته،ولديه توقعات مرتفعة عن نفسه وعن طلابه وهذه التوقعات تنعكس على أفعاله داخل الفصل يومياً،وعندما نستمع إلى معلم ذو همة يتحدث فإنك ستسمع هذه العبارات تتردد دائماً منه:
ü أنا مؤمن بأن أي طفل يستطيع أن يتعلم بصرف النظر عن ما يحمله داخل الفصل أو عن ما يعانيه في المنزل،أنا لا أقبل أي عذر لهم،أنا أعرف إنهم يستطيعوا ذلك.
ü أنا أعتقد بأن قدراتي تسمح لي بتوقعات مرتفعة في فصلي،وأن أتوقع الأفضل في أطفالي وأن أخرج من كل الإيجابيات،وأنا لا أعتمد على طريقة واحدة وإنما استخدم وأجرب الطرق التي توصل للنجاح.
القاعدة التي وضعتها هي اعتقادي بهم
إن كل ما يجري هو ما يتوقعه المعلم فإذا اعتقد أنهم سيحسنون التصرف فسيجدهم كذلك،وهذه هي القاعدة التي يجب أن يعمل بها المعلم ذو الهمة.
مثال/معلم الصف الثاني.
من المثال السابق نتعلم أنه أبداً ل نشك في قدرتنا علىتعليم أي طفل.
كيف نغير اعتقاداتنا من السلبية إلى الإيجابية:-
هناك 4 خطوات يمكن للمعلم اتباعها:
1. التعرف على الاعتقادت السلبية عنده.
2. ادراك القدرة على تغير هذه الاعتقادات.
3. اتباع نموذج تصرف المعلم (ذو الهمة)الفعّال.
4. التعرف على نتائج الاعتقادات السلبية.
أولاً/التعرف على الاعتقادات السلبية:-
على المعلم أن يبحث في داخله عن الاعتقادات السلبية التي يدخلها معه في الفصل ، هذه الاعتقادات التي قد تمنعه من تحقيق رؤيته مثل:
الأطفال غير مهتمين بالتعليم.
الأهل غير مهتمين.
لا أستطيع أن أعلمهم.
الإدارة غير ذات جدوى.
لا أستطيع أن أجعل (.......)يُحسن التصرف إنه غير محتمل.
مجتمع المدرسة ميؤوس منه كيف يمكن لي أن أعمل وأنتج في مثل هذا الجو.
لا أستطيع أن أفعل ....التدريس صعب.
ثانياً/القدرة على تغير هذه الاعتقادات:-
الخطوة التالية هي أن المعلم يحتاج للاقتناع بأنه حقيقة يستطيع أن يغير اعتقداته ،وحتى يستطيع ذلك عليه أن يعرف بأنه لديه القوة ليصبح إيجابي ويتحمس اتجاه قدرته في تحقيق رؤيته،وأن يقول لنفسه أنا أستطيع أن أعمل ذلك طالما هناك العديد قد فعل ذلك.
مثال/قصة معلمة المرحلة المتوسطة ،ومعلم الصف الرابع.
((فإذا كان هؤلاء المعلمين قد فعلوا ذلك فلماذا لا تستطيع أنت أيها المعلم أن تفعل ذلك)).
ثالثاً/اتباع نموذج تصرف المعلم ذو الهمة:-
وحتى يستطيع المعلم أن يرفع توقعاته عن الأطفال عليه :
· باختيار رد الفعل كتحدي للقدرات بدلاً من الشعور بالاحباط.
· بتوليد حلول إبداعية للمشاكل والاستعداد للمخاطر التي قد يقابلها.
· بالاستمرار في المحاولة للوصول للطالب واشراك الأهل في الحل.
· بالبحث والتركيز على قدرات الطلاب.
· بإيجاد الطرق التي يربط بها بين تلك القدرات والخطط والأفعال التي يستطيع بواسطتها الأطفال الوصول لأهدافهم.
رابعاً/التعرف على عواقب الاعتقادات السلبية:-
إن الاعتقادات السلبية تعطي الإذن للمعلم بعدم المحاولة إضافة إلى ذلك تجعله كانه يقوم بمحو الطالب كلية،كما أنها تجعل المعلم يدفع شعوره بالضغوط والفشل وعدم الثقة بالنفس ثمناً لها .
إذن على المعلم أن يعتقد دائماً أن هناك أمل وإلاّ سيبقى متحملاً عبئاً ثقيلاً من الفشل والاحباط على ظهره دوماً.
أخي المعلم أختي المعلمة......أليس هذا سبباً كافياً لتغيير اعتقداتك لتصل إلى النجاح بإذن الله؟
إن الاعتقادات والمهارات هي وسيلتك لتحقيق رؤيتك ولــــــكن تبقى الاعتقادات في المقدمة.