النهضة العربية
النهضة العربية مصطلح تاريخي يعود إلى حركة عمت البلاد العربية بين سنة 1820 و 1914 قام بها الأعيان العرب، من سياسيين ومثقفين مستلهمين أفكار الثورة الفرنسية وداعين لضرورة تحقيق نهضة عربية وإسلامية على غرار تلك التي جرت في أوروبا عامة وفرنسا خاصة والإستفادة من تجربتها، إذ أن تلك لم تكن قد ظهرت بَعْد كدولة مستعمرة بل كجمهورية للحرية والأخوة والمساواة... فشل العالم العربي في نهاية القرن التاسع عشر بتحقيق تلك الحداثة على غرار الغرب لكنه خرج غنياً بمصادر علمية وثقافية تم استنباطها من حضارتهم نفسها فالمعروف أن الحضارة الغربية منذ نشأتها اعتمدت على الإرث والتجربة الإسلامية، وما الأندلس إلا مثال على ذلك؛ ومن الأسباب الأساسية لفشل تلك النهضة المنشودة هو أن أوروبا أخلفت وعودها التي قطعتها وحلت مكان الإمبراطورية العثمانية كدول مستعمرة. كان الشهيد نعيم خضر من المتخصصين بالحوار الأوروبي العربي ومما قاله خلال لقاء عقد في باريس سنة 1977 بأن هنالك ثلاث "مواعيد ضائعة" للقاء بين أوروبا والعرب: الموعد الأول كان الوعد الأوروبي لمحمد علي بالدعم ضد الإمبراطورية العثمانية سنة 1831 "لتحرير الشعوب العربية وتجميعها في إمبراطورية عربية" ولكنها أوقفته على أبواب القسطنطينية بعد مؤتمر كوتاهيا عام 1833 وهي الإتفاقيات التي بدأت الوصاية على "الرجل المريض"؛ الموعد الثاني كان وعد الإنكليز للشريف حسين بدولة عربية مستقلة مقابل ثورتهم، ولكن تلك الدولة لم ترَ النور أبداً ؛ الموعد الثالث كان الدعم الأوروبي لفكرة وطن قومي لليهود في فلسطين، والعمل على تحقيقه؛ وكان الشهيد نعيم خضر على قناعة بأن الحوار الأوروبي العربي ضروري جداً وصعب جداَ بسبب تاريخ علاقاتهما الأسود وهو يحتاج إلى أن يكون حواراً على المستوى السياسي أيضاً، في الوقت نفسه ركز على أهمية التعاون الاقتصادي والتجاري بين الطرفين[3].
عوامل اليقظة العربية
تظافرت عدة عوامل ساعدت على ظهور اليقظة العربية في منتصف القرن الثامن عشر ، واتساع ينابيعها وتنوعها خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وهي عوامل داخلية وخارجية:
• العوامل الداخلية
1. حركات الإصلاح الإسلامي
2. الجمعيات والأحزاب السياسية
3. سياسة التتريك
• العوامل الخارجية
1. انفتاح العالم العربي علىالفكر الأوروبي
2. الحملة الفرنسية على مصروبلاد الشام
3. إصلاحات محمد علي
4. البعثات التبشيرية التي ساهمت في تنشيط الحركة التعليمية
مظاهر النهضة العربية
حركات الإصلاح الإسلامي
قامت في الوطن العربيحركات إسلامية عدة ، حاولت النهوضبالعربوالمسلمين بإزالة عوامل التخلف التي لحقت بها، من جراء انتشار البدع والخرافات التي التصقت بالإسلام. وقد ركزت هذه الحركات في دعواتها الإصلاحية على ما يلي:
1. ضرورة العودة إلى القرآنوالسنة كأساس لوحدة المسلمين
2. تنقية الدين الإسلامي من الشوائب التي علقت به عبر العصور
3. فتح باب الجهاد
4. الجهاد ضد الاستعمار
وقد ساهمت هذه الحركة في إحداث اليقظة الفكرية عند العرب.
الاتجاه الوطني
من معاني الوطنية حب الوطن والتمسك به والانتماء إليه. وقد ساعدت مجموعة من العوامل على ظهور هذا الاتجاه منها:
1. انتشار التعليم
2. إرسال البعثات العلمية إلى أوروبا
3. نشاط حركة الترجمة والتأليف
نادى بعض دعاة الإصلاح بالانفتاح على الحضارة الغربية والاستفادة من تفوق العرب في العلموالاقتصاد، وقد شكل دعاة هذا الاتجاه عددا من الجمعيات الثقافية والعلمية، حاول أعضاؤها عن طريق الخطب والمحاضرات إبراز فضل العرب في الآدابوالعلوم، ووجوب عمل العرب على استعادة أمجادهم. وأبرز من مثل هذا الاتجاه:
• الشيخ رفاعه الطهطاوي الذي أسس مدرسة الألسن في مصر،
• وبطرس البستاني الذي طرح شعارحب الوطن من الإيمان .
الاتجاه العربي الإسلامي
شهد الربع الأخير من القرن التاسع عشر مرحلة من أخطر المراحل، ذلك أن الدولة العثمانية التي كانت سائرة في طريق التدهور والانحدار، تعرضت لما لم تتعرض له في الماضي من تجزئه، ومن انفصال بعض ولاياتها. كما ازداد تدخل الدول الأجنبية الكبرى بها، فلجأ السلطان إلى التشديد في الرقابة ولا سيما على الولايات الغربية.
اضطر السلطان عبد الحميد في بداية حُكمه إلى قبول دستور مدحت باشا الذي لقب (بأبي الدستور) وأصبح لفترة من الوقت حاكما دستوريا، لكنه ما لبث أن اصدر الأمر بحل البرلمان، وتعليق الدستور إلى أجل غير مسمى. طلب من النواب المستنيرين (وكان من بينهم عدد من النواب العرب) مغادرة الآستانة.
حاول السلطان عبد الحميد تثبيت دعائم حكمه بتبني حركة الجامعة الإسلامية التي نادى بها جمال الدين الأفغاني، مستهدفا بذلك تقوية مركزه من الداخل والخارج.
• داخليا: ليلتف حوله المسلمون كرئيس روحي لهم ذو سلطة عليا عليهم.
• خارجيا: لتهديد الدول الاستعمارية بإثارة الشعوب الإسلامية الخاضعة لها فيما إذا استمرت في سياستها المعادية للدولة العثمانية.
إن خوف العرب من الأخطار الاستعمارية جعلهم يلتفون حول دولة الخلافة، ويؤيدون السلطان عبد الحميد، لكنهم لم يقبلوا بسياسته. لذا فقد استمرت الدعوة إلى الإصلاح واللامركزية. وكان من أشهر من سار في هذا الاتجاه عبد الرحمن الكواكبي الذي انتقد الحكم الاستبدادي في كتابه طبائع الاستبداد أما رشيد رضا فدعا إلى محاربة الاستبداد؟ وإعادة العمل بالدستور. وربط بين العروبة والإسلام؟ وجسد أفكاره في مجلة المنار
أعلام النهضة العربية
أحمد لطفي السيد
العربي التبسي
الفضيل الورتيلاني
بطرس البستاني
جمال الدين الأفغاني
حمد الجاسر
حمزة شحاتة
خير الدين التونسي
رفاعة الطهطاوي
سلامة حجازي
سلامة موسى
سيد درويش
شبلي شميل
عباس محمود العقاد
عبد الحميد بن باديس
عبد الرحمن الكواكبي
علي عبد الرازق
فرح أنطون
مبارك الميلي
محمد البشير الإبراهيمي
محمد حسن عواد
محمد رشيد رضا
محمد طاهر الدباغ
محمد عبده
مرعي باشا الملاح
مصطفى عبد الرازق
مصطفى لطفي المنفلوطي
نيقولا حداد
يعقوب صوروف