إليــــــــــك أيتهـــــــا المعلمــــــــــة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
تعتبر مهنة التدريس أو التعليم يا أخيه من أهم المهن وأجلها . ولها مكانه رفيعة وشأناً عظيم . كيف لا وأنتِ أيتها المعلمة تتعاملين مع إنسان تتعاملين مع روح وليس مع آله أو جماد .. وهذه الروح من المؤكد أن لها متطلبات وحاجات ورغبات وميول وقدرات واستعدادات .. فهي بحاجة لمن يفهمها ويرعاها ويربيها .. إذن يا أخيه أنتِ لستِ معلمة فقط تعلم هذه الروح كيف تقرأ وتكتب .. إنما أنتِ أم وأخت وداعية وصديقة لهذه الروح التي تتربى بين يديك ..
لذا تعتبر متطلبات مهنة التعليم شاقة جداً فيجب أن لا تقبل عليها إلا إنسانه عرفت قدرها فقدرتها ..إنسانه تتمتع بحسن التعامل مع الآخرين .. إنسانه لديها القدرة على تفهم نفسيات طالباتها .. إنسانه لديها الرغبة الصادقة والحقيقية في تعليم من هم تحت يديها ومساعدتهن والأخذ بيدهن .. إنسانه تقدمت لهذه المهنة لهدف نبيل .. وليس هدفها الحصول على مميزات مادية تقدمها هذه المهنة العظيمة ..
ولا يخفى على أحد اثر المعلمة في تربية الطالبات وتقويم سلوكهن .. على هذا يجب أن تعمل المعلمة بعلمها الذي تعلمته .. فتبدأ بتعليم نفسها وتقويم سلوكها فيكون تعليمها للطالبات بسيرتها وسلوكها وشخصيتها أبلغ من تعليمها بلسانها ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) .. فيجب أن تكون المعلمة بعيدة عن التناقض بين القول والعمل .. فتحرص أن تجعل أفعالها مصدقة لأقوالها .. وأن تكون قدوة عملية لطالباتها .. فالمؤمنة ألحقه هي التي تعمل بعلمها وعلى الأخص إذا نصبت نفسها معلمة ومربية ومرشدة ..
أيتها المعلمة أنتِ في المدرسة بديل للأم في علاقتك بطالباتك .. ومن الممكن أن تنقلي مشاعرك الخاصة من عدم الاستقرار في حياتك الشخصية ، والتوتر ، والعصبية وغيرها إلى من هم تحت يدك .. فالكثير من المعلمات هداهن الله لا تفرق بين حياتها العملية وحياتها الشخصية .. فتحمل إلى المدرسة كل صباح متاعبها وهمومها وتصبها فوق رأس من تقابلهن من الطالبات .. فأصبحت الطالبة كالوعاء الذي تفرغ فيه المعلمة كل متاعبها وهمومها .. وهذا التصرف أيتها المعلمة على حساب من ؟؟ .. نعم إنه على حساب نفسية الطالبة وتحصيلها العلمي ..
أخيه .. عليك بالعدل .. نعم العدل بين الطالبات فشفقِ عليهن وجاريهن مجرى بناتك فلا تبخلي عليهن بالنصح والتوجيه .. وأن توضحي لهن أثار سوء الأخلاق بطريق التعريض ما أمكن ولا تصرحي بالزجر إلا عند الضرورة ..
اكتمي غيظك واستعملي الحلم والرفق الذي يؤدي إلى المساوه والعدل في المعاملة فلا تفرقي بين طالبة وأخرى لأمور لا تقتضي التفريق فيجب ألا تقفي موقفاً ترى منه الطالبات أنكِ تميلين إلى إحداهن دون الأخرى لغرض شخصي أو نفسي .. إنما التفريق في المعاملة يكون بين المجدات وغير المجدات من الطالبات .. وحسن معاملة المؤدبات وإثابتهن من حين لآخر .. وتشجيعهن بوسائل التشجيع المختلفة وذلك تشجيعاً لهن على الالتزام بالأخلاق العالية والفضيلة وزجراً لغيرهن عن سوء الأخلاق ..
أخيه .. أيتها المعلمة أما فكرتي أن تكوني صديقة لطالباتك .. من دون أن تفقدي احترامك وهيبتك في قلوبهن ..أن تتبسطي معهن في الكلام أن تتعرفي على مشاكلهن وتناقشيها أن تبدي بعض الحلول وإن كانت بشكل غير مباشر ..
أن تطلعيهن على ما يجد في المجتمع من منكرات ومخالفات للشرع .. استمعي إلى آرائهن وحيينها قومي بتوجيهين وتحذيرهن من الوقوع في هذه المخالفات ..
ولابد أن تكوني أيتها المعلمة على علم بمواسم العبادة والطاعة والخير فتحرصي على أن تذكريهن بكل موسم في وقته ..
وإن تزوديهن بما يعود عليهن بالنفع من حسن استغلال الوقت ببعض الأشياء التي من شأنها أن ترفع من ثقافتهن دينياً وصحياً وأسرياً .....
وجهي طالباتك إلى حسن اختيار الصديقات وإن الصديقة الصالحة هي التي تقود صديقتها إلى النجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة ..
أخيه .. أكسبي اهتمام طالباتك وحبهن فلا يكون دورك في المدرسة الدخول من صف إلى صف وتلقين الطالبات المعلومات التي داخل الكتب فقط .. ترين وتسمعين المنكر فلا تغيرينه .. تشاهدين الخطأ فتسكتين عنه .. لماذا دورك سلبي في حياتهن ؟؟ والله إنهن في حاجة إليك ِ.. نعم طالباتنا في حاجة إليك أيتها المعلمة في حاجة إلى نصحك وتوجيهك في حاجة لمن يخرجهن من الضياع الذي هن فيه ..
لسنا في حاجة إلى العلم وحده فالعلم غزير والكتب لا حصر لها .. ولكننا في حاجة إلى الكثير من القيم الخُلقية المستمدة من القران والسنة النبوية بحاجة إلى إعادة النظر إلى سلوك وأخلاق طالباتنا .. وهذا هي رسالتكِ أيتها المعلمة بأن تخرجي لنا نساء عالمات بدينهن مهذبات بأخلاقهن ..
أعرف إنك سوف تتعبين ولكن احتسبي الأجر عند الله سبحانه وتعالى على كل ما تقومين به .. فبناتنا وأخواتنا وصديقاتنا بحاجة إليكِ ..
التعليم أمانة عظيمة يا أخيه سوف تحاسبين عليها فإن كنتِ لا تستطيعين تحملها .. ففسحي الطريق لمن تحمل هذه الأمانة عنك وتؤدي رسالتها على خير وجه..
منقـــــــــــــــــــــول للفــــــــــــــــائـــــــدة