جمهوريّة الهنـــد
India
مقدمة
تُعد حضارة نهر السند، التي قامت على آثارها جمهورية الهند، واحدة من أعرق الحضارات في العالم؛ إذ يرجع تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف عام. وقد ظهر فيها عدد من الحضارات، التي سادت ثم بادت، وكان آخرها الإمبراطورية البريطانية، التي انتهت عام 1947، إثر تأسيس جمهورية الهند المستقلة.
غزت قبائل الأريين، القادمة من الشمال الغربي، شبه القارة الهندية، عام 1500 ق.م. تقريباً. وأدى اندماجهم في السكان، الذين وطئوا المنطقة قبلهم، إلى ظهور حضارة هندية عظيمة، بلغت أوجها نحو عام 2500 ق.م. ثم فتحها العرب المسلمون، في القرن الثامن الميلادي، في عهد الدولة الأموية؛ ثم الأتراك المسلمون، في القرن الثاني عشر الميلادي. وفي القرن الخامس عشر، بدأ التجار الأوروبيون يتوافدون على شبه القارة الهندية. ومع نهاية القرن التاسع عشر، كانت بريطانيا قد أحكمت سيطرتها على الأراضي الهندية كلها، تقريباً.
نالت الهند استقلالها، عن المملكة المتحدة، عام 1947، بعد مقاومة شعبية، لم يكن العنف من سماتها، بقيادة الزعيمين، موهنداس غاندي جواهرلال نهرو. ثم قُسِّمت شبه القارة الهندية إلى دولة علمانية كبرى، هي الهند، ودولة إسلامية صغرى. وقد نشبت ثلاث حروب بين الهند وباكستان، اثنتان حول إقليم كشمير الشمالي المتنازع عليه، حيث أغلبية السكان فيه من المسلمين. كذلك دخلت الهند، عام 1962، في حرب حدودية قصيرة مع الصين. أما الحرب الثالثة، فقد كانت عام 1971، ونجم عنها أن أصبحت باكستان الشرقية دولة منفصلة تعرف باسم بنجلاديش.
على الرغم من المكاسب الكبيرة، التي حققتها الهند، على صَعيديْ، الاستثمار الاقتصادي، والإنتاج؛ إلا أنها تواجه مجموعة من القضايا الأساسية، المثيرة للقلق، مثل: النزاع الدائر بينها وبين باكستان، في شأن إقليم كشمير؛ والزيادة الرهيبة في السكان؛ والتدهور البيئي؛ واتساع رقعة الفقر؛ والنزاعات العرقية.
وخلال سنوات الحرب الباردة، أقامت الهند علاقات وطيدة مع الاتحاد السوفيتي السابق، الذي كان يعد مصدر تسليح رئيسياً لها. ومنذ تفكك الاتحاد السوفيتي، تحولت الهند إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعززت علاقاتها معها، وخاصة العلاقات التجارية؛ لكن دلهي ظلت قريبة من موسكو. وأجرت الهند أول اختبار قنبلة ذرية عام 1974.
السِّمات الجغرافية
1. الموقع الجغرافي
تحتل الهند شبه قارة جنوب آسيا؛ كما تحتل موقعاً استراتيجياً، بقربها من طرق التجارة المهمة، في المحيط الهندي. تمتد جمهوريّة الهند، من بحر العرب غرباً، إلى خليج البنغال شرقاً؛ وتشترك في حدودها مع باكستان من جهة الغرب؛ ومع ماينمار، من جهة الشرق؛ ومع كلٍّ من الصين ونيبال وبوتان، من جهة الشمال. وتعد بنجلاديش، جيباً داخل شبه القارة الهندية، من الجهة الشمالية الشرقية.
2. الإحداثيات الجغرافية: 20 درجة شمالاً، و 77 درجة شرقاً.
3. خرائط المراجعة: خرائـط قـارة آسيا.
4. المساحة
أ. المساحة الكليّة: 3287590كم2.
ب. مساحة اليابس: 2973190كم2.
ج. مساحة المياه: 314400كم2.
5. الحدود البرية
أ. الإجمالي: 14103كم.
ب. حدودها البرية مع الدول المجاورة
(1) مع بنجلاديش: 4053 كم.
(2) مع بوتان: 605كم.
(3) مع بورما: 1463كم.
(4) مع نيبال: 1690كم.
(5) مع الصين: 3380كم
(6) مع باكستان 2912كم.
6. الشريط الساحلي: 7000كم.
7. المطالبات البحرية
أ. منطقة التماس: 24 ميلاً بحرياً.
ب. الجُرف الصخري القاري: 200 ميلٍ بحري، أو إلى حافة الهامش القاري.
ج. المنطقة الاقتصادية الخاصة: تمتد مسافة قدرها 200 ميلٍ بحري.
د. المياه الإقليمية: تمتد مسافة 12 ميلاً بحرياً.
8. المناخ
يتنوَّع مناخ الهند، بشكلٍ عام، من موسِميٍ حار، تهب فيه الرّيح الموسميّة، في الجنوب، إلى معتدِلٍ، في الشمال. ويسود الهند ثلاثة فصول مناخيّة، هي:
أ. الفصل البارِد: ويمتد من أكتوبر إلى فبراير، حيث يصبح الطقس معتدلاً، في أنحاء الهند، باستثناء الجبال الشماليّة، التي تسقط عليها الثلوج، وتنخفِض فيها الحرارة، إلى ما دون درجة التجمُّد. وقد يسقط الصقيع، في المناطق الجبليّة الشماليّة، أثناء هذا الفصل. أما جنوبيّ الهند، فيفتقِر إلى البرودة، غير أن حالة الطقس، من أكتوبر إلى فبراير، لا تميل عادةً إلى الحرارة، مثل بقيّة شهور السنة.
ب. الفصل الحار: ويمتد من مارس إلى يونيه، وفيه تكتسِب السهول الشماليّة، أقصى درجات الحرارة. أما في المناطق الساحليّة، فيقل معدَّل الحرارة. وفي هذا الفصل، تجلِب الأعاصير المَداريّة، طقساً عاصِفاً، خصوصاً في المناطق السّاحليّة، بينما تظلّ أجزاء من الهضبة الجنوبيّة، بارِدةٌ نسبيّاً، أثناء هذا الفصل. أما الجبال الشماليّة، فيكون الطقس فيها معتدِلاً، أو بارداً، حسب مستوى ارتفاع الجبال.
ج. فصل الأمطار: ويمتد من منتصف يونيه إلى سبتمبر، حيث تهُب الريح المَوسميّة، من المحيط الهنديّ، وتُكتسَب الرطوبة من مياه المحيط، وتصل إلى الهند، من جهتَي، الجنوب الغربيّ، والجنوب الشّرقيّ، وتُسبِّب معظم الأمطار، في الهند. أما في فصلَي الشتاء والصيف، فتهب الريح الموسميّة، من الشمال، أو الشمال الشرقيّ.
وتُشكِّل الريح الموسميّة، الجنوبيّة الغربيّة، أهميّةً كُبرى للنشاط الزراعيّ، في الهند. وعندما تُسقِط الريح الموسميّة، أمطاراً كافية، تُزرَع المحاصيل بكَثرة، وحينما تتأخَّر هذه الريح، عن الوصول، في الوقت المُناسِب، تتسبَّب في فشَل زراعة المحاصيل. غير أن بعض هذه الريح، تُسقِط أمطاراً غزيرة، أحياناً، تؤدّي إلى تَدمير المحاصيل، وحدوث الفيَضانات المُدمِّرة. وتسقُط الأمطار بغزارة، في شمال شرقيّ الهند.
9. التضاريس
تتكوَّن تضاريس الهند، من ثلاثة أقاليم، كالآتي:
أ. جبال الهمالايا Himalayas: وهي أعلى سِلسِلة جبال، في العالَم، وتمتَد نحو 2410كم، من أقصى الشمال، إلى الشمال الشَّرقيّ للهند. ويبلغ عرضها، نحو 320كم، في بعض المناطق. بها أعلى نقطة في البلاد، وهي قمة جبل كانشِنجُنا Kanchenjunga. ويربو ارتفاع معظم جبال الهمالايا، الأُخرى، علـى 6100متراً.
ب. السّهول الشّماليّة: وتقع بين جبال الهمالايا، وشِبه الجزيرة الجنوبيّة. وتمتد في شماليّ الهند، بنحو 2410كم، بينما يقدر يبلغ متوسِّط عرضها بنحو 320كم. وتشمل منطقة السهول أودية أنهار: براهْما بوترا، والجينجز Ganges، والسِّند، وأفرُعها المُختلِفة. وتتميَّز هذه السهول، بتُربةٍ خصبة، كما أن استِواء سَطحها، يُساعِد على عمليّات الرّيّ، ولِذا، فإن معظم الهنود، يسكنون في هذه المنطقة.
ج. هضبة الدّكن Deccan Plateau: وهي هضبةٌ شاسِعة، تُكوِّن مُعظم شبه الجزيرة الجنوبيّة. وترتفِع، نحو الغرب، حيث تلتقي بسِلسلة جبال الغات الغربيّة، التي يصل ارتفاعها على 1500 متر، التي تنحدِر نحو منطقةٍ ساحليّةٍ ضيِّقة. وفي الشرق، تمتد سلسلة جبال الغات الشرقيّـة، نحو 610 متر، على حافّة هضبة الدكّن، وتنحدِر تدريجيّاً، نحو منطقةٍ ساحليّة، أكثر عَرضاً، من المنطقة السّاحليّة الغربيّة. وتلتَقي سلاسِل جبال الغات الغربيّة، والشرقيّة، في أقصى الطرف الجنوبيّ لهضبة الدّكن، عند جبال نلقيري. وعلى هضبة الدّكن، توجد الأراضي الزراعيّة، والمناطِق الرّعويّة، والغابات، التي تستوطنها الأفيال، وغيرها، من الحيوانات البرّيّة الضَّخمة، وتَجري الأنهار الرئيسيّة، مثل: كوفري، وجودافاري، وكريشنا، باتجاه الشرق، على امتداد هضبة الدّكن، وتصُب هذه الأنهار، في خليج البنغال.
10. أدنى الارتفاعات وأعلاها
أ. أدنى الارتفاعات: تنحدِر إلى مستوى سطح البحر، على ساحل المحيط الهندي.
ب. أعلاها: قمّة جبَل كانشِنينجونا، التي ترتفِع 8598 متراً، فوق مستوى سطح البحر.
12. الثروة الطبيعية
تزخر الهند بموارد عديدة من الثروة الطبيعية، لم يُستغَل مُعظمها، بعد. وأهم هذه الموارِد: خام الحديد، حيث تنتِج الهند منه نحو 5%، من الإنتاج العالَميّ؛ والفحم الحجَريّ، الذي تمتلك رابع أكبر احتياطي عالمي منه؛ والنفط، الذي يمثِّل نحو 50%، من قيمة المعادِن، المُستَخرَجة في الهند. كما تنتِج مُعظم الإنتاج العالّميّ من معدن المايكا (اسم لمجموعة من المعادِن، تحتوي على ذرّات الألومنيوم، والأوكسجين، والسِّليكون، ترتبط معاً، في شَكل رقائق منتظِمة. وتوجد الميكا، في الصخور الناريّة، والصخور المتحوِّلة. وتستخدم في صناعة المعدّات الكهربائيّة)؛ إضافة إلى البوكسايت، والتيتانيوم، والكروم، والألماس، والجِبس، والنحاس، والرصاص، والزّنك، والغاز الطبيعي، والأراضي الصالحة للزراعة، والحجر الجيري.
12. استغلال الأرض
أ. أراض زراعية: 54.53%.
ب. محاصيل دائمة: 2.66%.
ج. أغراض أخرى: 42.99%، طبقاً لتقديرات 1998.
13. الأراضي المروية: 590000كم2، طبقاً لتقديرات 1998.
14. الأخطار الطبيعية
تعاني البيئة الطبيعية، في الهند، مَوجات الجَفاف المتكررة، والفيَضانات، والعواصِف الرَّعديّة القاسية؛ إضافة إلى الزَّلازِل.
15. مشاكِل البيئة الحالية
من المشاكل البيئية، التي تعانيها الهند: إزالة الغابات؛ وتأكّل التربة، وتجريفها؛ والتصحر؛ وتلوث الهواء، الناتج عن النفايات الصناعية، وانبعاثات السيارات. كما تعاني الهند تلوث المياه، الناتج عن صرف المواد الخام، والصرف الزراعي، واستخدام المبيدات الحشرية؛ وعدم صلاحية مياه الصنبور، في كافة أنحاء البلاد، للشرب؛ والزيادة السكانية الرهيبة، التي تلتهم موارد البلاد الطبيعية.
16. الاتفاقيات البيئية الدولية
الاتفاقيات التي تشارك فيها
• بروتوكول معاهدة أنتاركتيكا لحماية البيئة.
• اتفاقية المحافظة على المصادر البحرية الحية في أنتاركتيكا.
• معاهدة انتاركتيكا.
• اتفاقية التنوع البيولوجي.
• اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية عن تغير المناخ.
• اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في البلدان التي تعاني الجفاف الشديد و/أو التصحر، وخاصة في إفريقيا.
• اتفاقية التجارة الدولية في السلالات المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية.
• اتفاقية حظر استخدام تقنيات التغيير في البيئة لأغراض عسكرية أو لأية أغراض عدائية أخرى.
• اتفاقية بازل المتعلقة بمراقبة حركة النفايات الخطرة عبر الحدود وبالتخلص منها.
• اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
• اتفاقية منع التلوث البحري الناجم عن إلقاء النفايات والمواد الأخرى، في المياه البحرية.
• بروتوكول مونتريال المتعلق بالمواد المستنفدة لطبقة الأوزون.
• بروتوكول عام 1978 المتعلق بالاتفاقية الدولية لمنع التلوث الناجم عن السفن، لعام 1973.
• الاتفاقية الدولية للأخشاب المدارية لعام 1983.
• الاتفاقية الدولية للأخشاب المدارية لعام 1994.
• اتفاقية الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية وخاصة التي تُعدّ موئلاً للطيور المائية.
الاتفاقية الدولية لتنظيم صيد الحيتان.
بيانات اقتصادية
1. النظام الاقتصادي
يجمع الاقتصاد الهنديّ بين أنماط الزراعة التقليديّة والحديثة والحرف اليدويّة؛ إضافة إلى سلسة متنوعة من الصِّناعات الحديثة والخدمات المساندة. وتشكل الزراعة قرابة ربع الاقتصاد الهندي.
ساعد أفضل موسم للأمطار الموسمية، تشهده الهند، منذ عقد، في تحقيق البلاد نمواً اقتصادياً، ترقى نسبته إلى فئة العشرات. فقد نما الاقتصاد الهندي بمعدل 10.4%، ما بين أكتوبر وديسمبر 2003، إذ ساعده نمو الناتج الزراعي بمعدل 16.9% بفضل موسم أمطار جيد. وقد شهد الاقتصاد الهندي، الذي يُعدّ ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، زيادة في التصنيع، بنسبة 7.4% خلال الفترة نفسها، مقابل 6% في 2002. وقد استفادت الهند من تزايد توجه شركات عديدة، في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، إلى نقل أعمالها إليها، بعد أن خففت الحكومة الهندية قبضتها على الواردات والاستثمار الأجنبي. بيد أن خطى الخصخصة لا تزال بطيئة.
وتحقق الهند معدلات نمو جيدة، منذ عام 1990؛ ما خفّض معدلات الفقر عشر نقاط كاملة. وتزخر الهند بعدد كبير من المتعلمين، المهرة باللغة الإنجليزية؛ ما مكنها من أن تصبح من كبار الدول المصدرة للبرمجيات وخدماتها والعملين في مجالها.
وعلى الجانب الآخر، يعاني أكثر من ثلث سكان الهند الفقر الشديد، الذي لا يمكنِّهم من الحصول على الغذاء المناسب. وثمة قلق لدى البنك الدولي وآخرين، في شأن استمرار عجز موازنة القطاع العام، التي راوحت حول 10% من إجمالي الناتج المحلي، خلال الفترة من 1997 إلى 2002.
2. الناتج المحلي
أ. إجمالي الناتج المحلي: تريليونان و660 بليون دولار، طبقاً لتقديرات 2002.
ب. معدل النمو الحقيقي: 4.3%، طبقاً لتقديرات 2002.
ج. متوسط دخل الفرد: 2540 دولاراً، طبقاً لتقديرات 2002.
3. نسبة توزيع مصادِر النمو حسب القطاعات
أ. الزراعة: 25%.
ب. الصناعة: 25%.
ج. الخدمات: 50%، طبقا لتقديرات 2002.
4. نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر: 25%، طبقاً لتقديرات 2002.
5. معدل التضخم: 5.4%، طبقاً لتقديرات 2002.
6. القوى العاملة
أ. إجمالي القوى العاملة: الإجمالي: 406 ملايين عامل، طبقاً لتقديرات 1999.
ب. توزيع القوى العاملة
(1) الزراعة: 60%.
(2) الخدمات: 23%.
(3) الصناعة: 17%.
7. معدل البطالة: 8.8%، طبقاً لتقديرات 2002.
8. الموازنة
أ. الإيرادات: 48.3 بليون دولار.
ب. المصروفات: 78.2 بليون دولار، شاملة المصروفات الرأسمالية، التي بلغت 13.5 بليون دولار، طبقاً للعام المالي 2001/2002.
***************يتبع****************************