ماذا تعرف عن الزلازل ؟
تعريف الزلازل :
الزلازل هي اهتزازات مفاجئة تصيب القشرة الأرضية عندما تنفجر الصخور التي كانت تتعرض لعملية تمدد، وقد تكون هذه الاهتزازات غير كبيرة بل وتكاد تلاحظ بالكاد وقد تكون مدمرة على نحو شديد.
كيف تتكون الزلازل ؟
أثناء عملية الاهتزاز التي تصيب القشرة الأرضية تتولد ستة أنواع من موجات الصدمات، من بينها اثنتان تتعلقان بجسم الأرض حيث تؤثران على الجزء الداخلي من الأرض بينما الأربعة موجات الأخرى تكون موجات سطحية، ويمكن التفرقة بين هذه الموجات أيضا من خلال أنواع الحركات التي تؤثر فيها على جزيئات الصخور، حيث ترسل الموجات الأولية أو موجات الضغط جزيئات تتذبذب جيئة وذهابا في نفس اتجاه سير هذه الأمواج، بينما تنقل الأمواج الثانوية أو المستعرضة اهتزازات عمودية على اتجاه سيرها.
وعادة ما تنتقل الموجات الأولية بسرعة أكبر من الموجات الثانوية، ومن ثم فعندما يحدث زلزال، فإن أول موجات تصل وتسجل في محطات البحث الجيوفيزيقية في كل أنحاء العالم هي الموجات الأولية.
آثار الزلازل
وللزلازل آثار مدمرة تختلف تأثيراتها حسب قوتها فقد تسبب الزلازل خسائر كبيرة في الأرواح حيث تدمر المباني والكباري والسدود، كما قد تؤدي إلى انهيارات صخرية مدمرة. ومن بين الآثار المدمرة الأخرى للزلازل أنها تتسبب في ما يسمى بموجات المد والجزر. وحيث أن مثل هذه الأمواج لا تتعلق بالجزر، فإنها تسمى أمواج بحرية زلزالية.
طبيعة الزلازل وأسبابها قديماً
ولقد شغلت طبيعة الزلازل أذهان الناس الذين يعيشون في مناطق معرضة للهزات الأرضية منذ أقدم الأزمنة. حيث أرجع بعض فلاسفة اليونان القدماء الهزات الأرضية إلى رياح تحت خفية بينما أرجعها البعض الآخر إلى نيران في أعماق الأرض. وحوالي عام 130 ميلادية، كان العالم الصيني تشانج هينج يعتقد بأن الأمواج التي تأتي من الأرض قادمة من مصدر للزلازل، ومن ثم فقد قام بعمل وعاء برونزي محكم لتسجيل مرور مثل هذه الموجات. وقد تم تثبيت ثماني كرات في أفواه ثماني تنينات قد وضعت حول محيط الوعاء، حيث أن أية موجة زلزالية سوف تؤدي إلى سقوط كرة واحدة أو أكثر.
قياس قوة الزلازل Magnitude:
يتم تسجيل الموجات السيزمية بواسطة أجهزة قياس الزلازل؛ حيث تبدو هذه الموجات في الشكل ويمكن من خلال السجل السيزمي تعيين السعة Amplitude والمسافة بين وصول كلا S waves,Pwaves وبواسطة هاتين القيمتين يمكن تعيين قوة الزلزال والمسافة بين مركزها فوق السطحي epicenter وبين محطة التسجيل وذلك بالإستعانة بالشكل ، وتتراوح قيم قوى الزلازل ما بين 9:1 حسب مقياس ريختر Richter scale وهو مقياس لوغاريتمي بمعنى مقياس 6 يعادل عشرة أضعاف مقياس 5 وهكذا...
والزلازل قد تكون سطحية المنشأة إذا كانت على بعد حوالي 5:70 كم من سطح الأرض ومتوسطة المنشأ إذا كانت على بعد 300:70 كم، وأما إذا كانت أكثر من ذلك تكون عميقة المنشأ. وتنشأ الزلازل نتيجة الإنهيارات الأرضية الكبيرة أو تكون مصاحبة لثوران البراكين وأغلبها نتيجة تصادم الألواح الأرضية (Tectonic Plates) فبعضها يتصادم والبعض الآخر يتباعد أو قد يحدث إنزلاق بعضها تحت بعض كما بالشكل .
فإننا لو نظرنا إلى سطح القشرة الأرضية لوجدناها مقسمة إلى عدة ألواح تكتونية أي أنها قطع متجاورات وإن هذه القطع تطفو على منطقة الضعف الأرضي Asthenosphere ونتيجة دوران الأرض حول الشمس وتيارات الحمل الناتجة بفعل تحلل العناصر المشعة بداخل هذا النطاق الضعف الأرضي فقد يتصادم قاع قاري بآخر قاري فتتكون سلاسل جبيلية أو قد يتصادم قاع محيطي بآخر فيتكون جيب عميق Trench حيث يكون بمثابة نواة لتكوين الجبال بينما لو تصادم قاع محيطي بآخر محيطي تتكون جزر بركانية، هكذا نجد تقارباً بين الألواح التكتونية في جهة ما وتباعداً من جهة أخرى. وإن الفواصل بيت تلك القطع ما هي إلا عبارة عن صدوع، (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ) (الطارق:12)والجبال المتكونة بفعل هذا التصادم، تكون بمثابة الرواسي في الأرض أو الأوتاد وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً) (النبأ:7) كما بالشكل.
فلو نظرنا إلى الخريطة الطبيعية للقارات لوجدنا الجبال تكون على حواف الألواح التكتونية فهي كالأوتاد تمسك تلك الألواح أي القارات وإن هذه القارات تتحرك وبالتالي تتحرك معها الجبال وهذا يمكن أن يفسر قوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88) .
فوائد الزلازل:
فالزلازل جند من جنود الله سخرها –عز وجل- إبتلاءاً للمؤمنين وعقاباً للعاصين وعبر للناجين، وهي ظاهرة كونية وإن بدت في ظاهرها أنها مدمرة إلا أنها معمرة للكون فإنه يمكن أن يصاحبها تكوين سلاسل جبلية أو ثوران للبراكين Volcanoes التي تكون محملة بالثروات المعدنية إلى سطح القشرة الأرضية. فلولا حدوث الزلازل وتكون الجبال وثوران البراكين لاستوى سطح البحر مع اليابسة وما كانت هناك حياة.
فلقد وصف القرآن الكريم الزلازل بعدة كلمات منها الزلزلة والصيحة والرجفة والخسف وما ينتج عنه من غرق.
كما في قوله تعالى: (فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (العنكبوت:40).
وهدم المباني كما في قوله تعالى : (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) (النحل:26)
هذا ولأنه لا يوجد عقاب بدون ذنب نلاحظ هذا في قول حيث يقول الله تعالى: )أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (النحل:45-47).
نموذج عن الزلازل : زلزال بومرداس، الجزائر 2003
بتاريخ الأربعاء 21 أيار/مايو 2003 وعند الساعة السابعة وأربع وأربعين دقيقة مساءا ضرب زلزال بشدة 6.8 ريختر مدينة بومرداس شمالي الجزائر والتي تبعد 60 كيلومتراً عن العاصمة الجزائر حيث كان الزلزال ذي بؤرة سطحية بلغ عمقها 10 كيلومترات فقط.
موقع الزلزال
تسبب الزلزال بوفاة 2,266 شخص وإصابة 10,261 آخرين وقد تضرر أو انهار أكثر من 1,243 بناء بالإضافة إلى تضرر البنية التحتية في منطقة الجزائر-بومرداس-رغية-ثنية. كما أدى الزلزال إلى تضرر كوابل الاتصال البحرية أيضاً وقُدرت الأضرار بما يقارب 100 مليون دولار أمريكي.
تضرر المباني في بومرداس
أدى هذه الزلزال إلى تولد تسونامي قُدر ارتفاع موجته بمترين وتسبب بتضرر القوارب على شواطئ جزر البليار الأسبانية التي تبعد قرابة 300 كيلومتر شمال مركز الزلزال. وقد شُعر بهذا الزلزال في برشلونة وموناكو.
حصل هذه الزلزال في المنطقة الحدودية بين الصفيحة الأوراسية والصفيحة الأفريقية حيث تتحرك الصفيحة الأفريقية على طول هذه المنطقة باتجاه شمال-غرب إزاء الصفيحة الأوراسية وبسرعة تقارب 6 ملمترات في العام وتشكل بيئة تكتونية ضاغطة تحدث فيها الزلازل.
سرعة الحركة التكتونية بين الصفيحتين الإفريقية والأوراسي
ة
سبق للجزائر وأن عانت من عدد من الزلازل المدمرة ففي 10 تشرين أول/أكتوبر 1980 تضررت مدينة الأصنام (الشليف حالياً) بشكل شديد من زلزال بلغت شدته 7.1 ريختر تسبب بوفاة 5000 شخص على الأقل. تقع مدينة الأصنام على بعد 220 كيلومتر إلى الغرب من مدينة بومرداس وكانت مدينة الأصنام نفسها قد تضررت بشدة في 9 أيلول/سبتمبر 1954 بفعل زلزال بلغت شدته 6.7 ريختر وأدى إلى وفاة أكثر من ألف شخص.
في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1989 ضرب زلزال بشدة 5.9 ريختر على بعد 110 كم غرب مدينة بومرداس وتسبب بوفاة 30 شخصاً.
التنبؤ بالزلازل Earthquake Predicting
وهذا التنبؤ يمكن أن يحصل من خلال تلك الشواهد:
• إختلاف مناسيب المياه في الآبار فجأة.
• تصاعد غاز الرادون Radon Gas من الآبار.
• الهروب المفاجئ للحيوانات.
ونختم كلامنا عن الزلازل بهذا الدعاء الذي ورد في السنة المطهرة: من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين).