المدير Admin
عدد الرسائل : 406 العمر : 42 الموقع : www.med-mekhaneg.skyblog.com العمل/الترفيه : أستاذ مجاز / منشط المزاج : هادئ على العموم، عصبي بعض الأحيان تاريخ التسجيل : 28/12/2007
| موضوع: رســالــة إلـى الـمـعـلـم الـداعـيـة الأربعاء 23 يناير 2008 - 23:21 | |
| لقد بات من المعلوم أن للمعلم مكانة ليست لأحد، إذ هو صانع الأجيال، وناقل التراث، والحفيظ على قيم المجتمع وأهدافه، وأنه إذا ما أخلص لأداء رسالته، وأتقن عمله وأجاد فيه لا بد أن يكون له من الأثر ما ليس لكتاب يقرأ، أو خطبة عالم تلقى؛ إذ هو المعايش لأبنائه وطلابه.. علما، وقدوة، وسمتا، وسلوكا، وتوجيها صابرا دءوبا.
صن لنفسك مكانها العالي
ولأمر ما اقتضت حكمة الله تعالى في خلقه أن يكون الأنبياء معلمين حين صُنعوا على عين الله أولا، ثم نهضوا بالدعوة في عزم لا يتطرق إليه وهن، وصبر لا يتسرب إليه يأس أو ملل..
ومن هنا كان لمهنته "التعليم والتوجيه والتربية" تلك المكانة السامية التي لا بد أن يعيها المعلم، باعتزازه بنفسه وثقته بها، وإنزال نفسه مكانة لا مكان فيها لتدنٍ من أجل عرض زائل أو نفاق أو تزلف رخيص، وإنما يمضي واضعًا نصب عينيه لسان حال الأنبياء والمرسلين الكرام (يا قوم لا أسألكم عليه مالا)، ومن كان هذا همه وتلك توجهاته، عظم في عين مجتمعه فنال التقدير والمكانة، وحظي بالعناية والمهابة، وإن هو تنازل عن شيء من ذلك كان ما نعلم من زراية به، ومن عبث الهازلين بشخصه، ومحاولة النيل من قدره..
إذا أنت لم تحفظ لنفسك حقها *** هوانا بها كانت على الناس أهون
فحاشاه –إذن- أن يتدنى في سبيل رفع مستواه المعيشي فيصارع من أجل عرض زائل، بل هو الأشم الشامخ بترفعه عن الدنايا والصغائر، الحريص على الاستزادة من العلم بمستحدثاته، وطرق التدريس بوسائطها المبتكرة، والمزيد من الفهم لنفسية ومشكلات أبنائه وطلابه، المنفتح على زملائه وأقرانه بما حباه الله من زاد التقوى وفيوض المعرفة، وسبل الهدى والرشاد.
نحو معلم داعية، ومُربٍّ موجِّهٍ قويٍّ مكينٍ.. نصبو دوما، في غير يأس أو ملال أو كلال.
]قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ[. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. | |
|