النجاح الشخصي متعدد المجالات (دراسي- وظيفي- اجتماعي- مالي..) وليس كل من حقق نجاحاً في مجال منها يضمن تحقيق النجاح في المجالات الأخرى فكم من ناجح في دراسته وتعليمه ومؤهلاته لكنه فاشل في وظيفته(بسبب أو بسبب غيره), وكم من ناجح في استثماراته المالية لكنه مخفق في النواحي الاجتماعية .
وليس كل من أخفق في مجال فشل في غيره, فكم من شخص لم يوفق في التعليم لكنه موفق في التجارة, وكم من شخص لم يوفق في مجال عمله ولكنه ناجح اجتماعياً في أكثر من مجال .
وهذا يدل على أن للنجاح عوامل متعددة فوقها تقدير الله وتوفيقه وحكمته فلو أن من نجح في مجال ضمن النجاح والتوفيق في كل المجالات, وأن من أخفق في مجال لزمه الإخفاق في كل المجالات لا نقسم الناس إلى ناجحين وفاشلين؛ ناجحين في كل شيء(تعليم ووظيفة و...) وفاشلين في كل شيء وربما أعجب الناجحون بأنفسهم واستعلى بعضهم واستكبر, وربما أيس الفاشلون واستسلموا للفشل ...
إن النجاح(أياً كان مجاله) لا يأتي جزافاً عبثاً, وإنما له أسبابه المتعددة ويهمنا هنا الأسباب النفسية, والتي يمكن تعداد أبرزها .
أبرز الأسباب النفسية للنجاح :
1- الثقة المتزنة بالنفس مع الاعتماد على الله تعالى والتوكل عليه .
2- الطموح المتزن(طموح يتناسب مع حجم القدرات والإمكانات ).
3- حسن الفهم والتدبير(التخطيط- استثمار الأوقات ..).
4- الجرأة المتزنة والإقدام ببصيرة وحيطة .
5- المثابر في بذل الجهد للوصول للأفضل .
6- الاعتدال والتوسط :
- في فهم الذات وتقديرها حق قدرها(بين الغرور واحتقار الذات ).
- في استعمال الظن بالناس(بين سوء الظن وحسن الظن ).
- في استعمال الرأفة والغلظة .
- في استعمال العقل والعاطفة .
- في إشباع الحاجات النفسية والعضوية .
- في توكيد الذات عند التعامل مع الآخرين(بين الاستسلام والعدوان ).
- في تأنيب الضمير ومراقبته .
- في المزاج والمشاعر وغير ذلك .
7- التكيف الحسن مع الضغوط النفسية والإحباطات والأزمات .
إن النجاح الحقيقي في حياة الإنسان هو ذلك الفلاح الذي يأخذ ف الحسبان البعد الزمني للحياة دنيا وأخرى, فما فائدة النجاح الشخصي(المالي والاجتماعي...) إذا كان لمدة محدودة وعلى حساب النجاح الأخروي طويل الأمد؟ !.
ومن الأمثال العالمية المعروفة قولهم:"من يضحك أخيراً يضحك كثيراً" فكم من ضاحك سعيد اليوم بنجاحه في أعين البشر ومقاييسهم يخطط لسنوات قادمة في حياته وحياة أولاده( لا يدري هل يبلغها أم لا ) ويغفل عن أسباب النجاح في المرحلة القادمة التي لا ريب فيها, ولا مجال فيها للمراوغة والادعاء الكاذب .
قال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (الحديد:20 ).
.