التربية و التعليم بعين الدفلى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يهتم بكل مايتعلق بالتربية و التعليم في ولاية عين الدفلى
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بيوتنا ورود أو أشواك!!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
med44370




عدد الرسائل : 88
تاريخ التسجيل : 29/12/2007

بيوتنا ورود أو أشواك!!! Empty
مُساهمةموضوع: بيوتنا ورود أو أشواك!!!   بيوتنا ورود أو أشواك!!! Emptyالجمعة 28 مارس 2008 - 3:42

البيت هو اللبنة الأولى في التربية, فإما أن يوجه نحو الخير أو ضد ذلك. والبيت هو نقطة انطلاق الأسرة، فمنها ما أُسس على التقوى والرضا، وقام على الأخلاق والقيم والفضائل، فصلُح الأبناء وبصلاحهم يصلح المجتمع, ومنها ما أُسس على غير هدى ودين, فضاعت الأخلاق والقيم في معمعة الجاهلية الحديثة, فضاع الأبناء وبضياعهم فسد المجتمع.

هذا البيت يجمع شمل الأسرة من الزوج والزوجة والأولاد والبنات وغيرهم حتى يكونوا لحمة واحدة, وهو السكن الذي يطمئن فيه الإنسان ويجد فيه الارتياح النفسي والروحي والعقلي , قال تعالى ( والله جعل لكم من بيوتكم سكناً ).


هذا البيت الذي بُني على السكينة والمودة والتراحم , فالسكينة تعني الاستقرار النفسي، أما المودة فهي شعور متبادل بالحب يجعل العلاقة قائمة على الرضا والسعادة.. ويجيء دور الرحمة لنعلم أن هذه الصفة أساس الأخلاق العظيمة في الرجال والنساء على سواء، فالله سبحانه يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم" فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.."(آل عمران:159)، فليست الرحمة لوناً من الشفقة، وإنما هي نبع للرقة الدائمة ودماثة الأخلاق, وعندما تقوم البيوت على السكن المستقر، والود المتصل، والتراحم الحاني فإن الزواج يكون من أعظم النعم, وسيتغلب على عقبات كثيرة قد تواجه الزوجين والأبناء.

الحياة في البيوت أشبه ببستان كبير , فيه الورد وفيه الشوك . الورد يحتاج إلى الرعاية ليعطينا المنظر الجميل والرائحة الزكية والشعور بالراحة عند رؤيته, أما الشوك فهو بحاجة إلى الشذب والقطع وإلقائه على قارعة البستان. والحياة في البيوت تكتنفها الكثير من المشاكل حتى لو بُنيت على الحب ـ فالواقع يختلف عن مجرد الكلام ـ ولكن هل نستسلم لها حتى تصبح الحياة مملة مقيتة ؟ هل نقبل بأن يبقى الشوك في بستاننا حتى تختفي ألوان الورود تحت فروعه الدقيقة المتشابكة ؟

كثيرة هي المشاكل التي تواجهنا , نسمعها من أخواتنا النساء , خلافات تبدأ صغيرة ثم تتسع حتى يصبح الحل صعباُ , لتصل في النهاية إلى طريق مسدود قد يصل أحيانا إلى الطلاق , وكان من الممكن تفادي هذا الأمر لو عقلا من البداية .

ومن بين ثنايا الكلام يتضح أن استقرار الأسرة والسعادة الزوجية لا يكونا إلا إذا توفرت فيه مقومات, أهمها:

1. حسن الاختيار, إذ قال صلى الله عليه وسلم للشاب: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) وأوصى صلى الله عليه وسلم وليّ الفتاة فقال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ), وفي ذات المعنى يقول صلى الله عليه وسلمبيوتنا ورود أو أشواك!!! Frownما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرٌ له من زوجة صالحة ).

2. الاستقامة , قال تعالى { إنّ الّذين قالوا رَبُّنا اللّهُ ثُمّ استقاموا تَتَنَزّلُ عَليهمُ المَلائِكَةُ أن لا تَخافوا ولا تَحزَنوا وأبشِروا بالجَنَّةِ الّتي كُنتُم توعَدون} من شأن الاستقامة أن ترقى بالإنسان، وتحفظ عقله وقلبه من أن يتطرق إليهما الفساد، وتصون نفسه من التردي في حمأة الرذيلة .والاستقامة تكون في السرائر, في العبادات, في اجتناب المعاصي, في العادات والعبادات, في المعاملات وتزكية النفوس, أي في كل أحوال الإنسان.فمن ترك الاستقامة هل يجد الراحة والاستقرار؟

3. الثقافة الأسرية, فالشاب والفتاة يستعدان ويخططان ليوم الزفاف وليلته, لكن هل خططا لما بعد الزواج ؟ هل تعلمت الفتاة كيف تتعامل مع هذا الشاب , وكيف يتعامل معها ؟ إن الجهل بطبيعة الآخر سبب من أسباب حدوث الخلاف، فالرجل يعامل زوجته على طبيعته الرجولية، والمرأة تريد من زوجها أن يتطبع بطبائعها الأنثوية وهذا خطأ ، فلا بد من فهم النفسيات ومعرفة أصول الحوار والنقاش لأجل أن يتقن كل طرف فن احتواء الطرف الآخر .

4. استشعار المسؤولية , فلو درسوا حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته... والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها.. ) , فلو عرف كل طرف ماله وما عليه لما تبادلا الاتهامات بالتقصير، بل يصبر كل واحد منهما على هفوات الآخر, وذلك عند مقارنة الهفوات مع الإيجابيات التي يقوم بها.

5. الحكمة في إدارة الخلاف, ذكرنا أن الخلاف في الحياة الزوجية أمر طبيعي لا يخلو منه بيت , حتى بيوت النبيّ صلى الله عليه وسلم حصل فيها الخلاف، ولكن الاستقرار والمحبة ما اختفت من بيوته صلى الله عليه وسلم, ومرد ذلك إلى الحكمة في إدارة الخلاف، هذه الحكمة مطلوبة من الرجل والمرأة , إذ تبدأ بالصبر على الهفوات والحوار والمصارحة والوعظ والهجر إذا لزم الأمر.

الخلافات كثيرة ومتنوعة ولا بد من الوصول إلى حلها , لتبقى بيوتنا قائمة , شامخة يغمرها الإيمان بالله والسكينة والطمأنينة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بيوتنا ورود أو أشواك!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
التربية و التعليم بعين الدفلى :: منتديات الأسرة :: الحياة الأسرية-
انتقل الى: