التربية و التعليم بعين الدفلى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يهتم بكل مايتعلق بالتربية و التعليم في ولاية عين الدفلى
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشــــــخــــصــــيـــة (تــــــابـــع )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
Admin
Admin
المدير


ذكر عدد الرسائل : 406
العمر : 41
الموقع : www.med-mekhaneg.skyblog.com
العمل/الترفيه : أستاذ مجاز / منشط
المزاج : هادئ على العموم، عصبي بعض الأحيان
تاريخ التسجيل : 28/12/2007

الشــــــخــــصــــيـــة (تــــــابـــع ) Empty
مُساهمةموضوع: الشــــــخــــصــــيـــة (تــــــابـــع )   الشــــــخــــصــــيـــة (تــــــابـــع ) Emptyالخميس 13 مارس 2008 - 17:46

3 ـ


3- الفرد ودوره في بناء شخصية

منذ بداية القرن 19ظهرت فلسفات مهدت إلى بروز العلوم الإنسانية وتؤكد حتمية الوجود الإنساني، وسلبية الفرد في اختيار مصيره. فهذا ماركس ـ مثلا ـ يقول :"ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم؛ بل إن وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم". وقد تطور هذا التصور في فلسفات مختلفة كالبنيوية التي اعتبرها روجيه غارودي "فلسفة موت الإنسان" لأننا نجد - مثلا - ليفي ستروس يقول بوجود بنيات اقتصادية واجتماعية تعمل بمعزل عن الأفراد وخارجا عن إرادتهم، ونجد كذلك ألتوسير Althusser يقول بضرورة التعامل مع الناس داخل وحدات الإنتاج كرموز لا كأشخاص.. وكان هذا انعكاسا لبروز العلوم الإنسانية التي اتخذت الإنسان كموضوع لها وحاولت بعض المدارس التعامل مع الإنسان بمناهج العلوم الطبيعية، حتى تضمن لنفسها التعامل الموضوعي مع الظواهر الإنسانية.

هكذا حاولت العلوم الإنسانية أن تعتبر الشخصية - بشكل أو بآخر - نوعا من المنتوج الحتمي الذي نستطيع التعامل معه بموضوعية، لذا نسجل التقاء الخطابين (السيكولوجي والسوسيوثقافي) في كثير من الجوانب. فهذه السلوكية - مثلا - تعتبر الشخصية نتيجة لعوامل موضوعية وفرناها لها عن طريق التربية والتعود... وهذا فرويد يعتبر بعض مكونات الشخصية (الأنا والأنا الأعلى) نتيجة للتفاعل مع المحيط الاجتماعي، وذلك ما يفسر التأثير المتبادل وبالتالي بروز مفاهيم جديدة تؤكد التكامل بين الخطابين : العقل /أو الضمير/ الجمعي (دوركايم) اللاشعور الجماعي (يونج)، اللاشعور البنيوي (ليفي ستروس) ...الخ.

إن اعتبار الشخصية منتوجا حتميا يعني إلغاء كل فردانية وحرية في سلوك الشخصية. وهذا فعلا ما يدفع بنا إلى التساؤل التالي : ألا يملك الفرد دورا في بناء شخصيته؟

لقد اطلعنا على أطروحات تؤكد ارتباط الشخصية بالوعي، لكن هناك أطروحات أخرى لا تعتبر الشخصية إدراكا واعيا وسلبيا فقط؛ وإنما تعتبر الشخصية وعيا إيجابيا وبناء يؤسسه الفرد نفسه. فليست الشخصية مجرد إنتاج يتصرف ضمن علاقات مستقلة عن إرادته كما يقول بول هودار،وإنما هي تفاعل دينامي واع يبنيه الفرد ويوجهه. وفي نفس التوجه يرى برغسون أن الشخصية ديمومة مطلقة تعتبر فيها كل مرحلة حاضرة تجربة جديدة محكوم عليها بالتجاوز. ومن ثمة تكون الشخصية بناء مستمرا يختاره الفرد بوعي منه. فالشخصية ليست إنتاجا هندسيا، لأن النتيجة الهندسية نتيجة مستوحاة من فرضيات لا يختارها الفرد وتفرض نفسها على الجميع. أما الحياة فإنها إمكانات متعددة ومختلفة، لو افترضنا أنها تكررت لا يعني ذلك بالضرورة أننا سنجد استجابات متكررة ومتماثلة.

أما سارتر فيعتبر الحياة اختيارا قلقا لأن الشخصية مشروع مستقبلي يستدعي من الفرد تجاوز وجوده الحاضر. كما أن الإنسان، حينما يبني شخصيته، فإنه يبني الإنسانية جمعاء. وهكذا يكون الإنسان باستمرار أمام سلسلة لا متناهية من الإمكانات، يوجه شخصيته نحوها، فيختار بعضها دون البعض الآخر. وما الاختيار إلا ممارسة واعية يقوم بها الفرد بكامل الإرادة والحرية. وعلى هذا الأساس يتضح أن البعض ينسى أن الشخصية ظاهرة واعية، لا يمكن أن تخضع لأي قوانين حتمية، لأنها تتسم بالاستمرارية، التغير، والتجدد.

كاستنتاج عام نقول : إن الشخصية تفاعل دينامي بين الإرث والتراث، بين الطبيعي والثقافي، بين النفسي والاجتماعي... وما تعدد التعاريف واختلاف الدلالات إلا دليل على صعوبة دراسة الشخصية. وهذا لا يعني أن الشخصية ظاهرة متعالية عن كل بحث موضوعي، لأن ذلك تشكيك في علمية العلوم الإنسانية.إلا أنه لا يجب أن ننسى أن الظاهرة الإنسانية تختلف عن الظاهرة الطبيعية، ومن ثمة نفهم بأن الشخصية ليست ظاهرة محنطة. فالدراسة العلمية للشخصية تساهم في بلورتها نحو الأفضل، وتجنبها السقوط في كثير من الأمراض السيكولوجية والاجتماعية، وتعينها على التمرد والتجدد وبناء مستقبلها بكامل الوعي والحرية والإرادة والمسؤولية.
_________________
ت مهدت إلى بروز العلوم الإنسانية وتؤكد حتمية الوجود الإنساني، وسلبية الفرد في اختيار مصيره. فهذا ماركس ـ مثلا ـ يقول :"ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم؛ بل إن وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم". وقد تطور هذا التصور في فلسفات مختلفة كالبنيوية التي اعتبرها روجيه غارودي "فلسفة موت الإنسان" لأننا نجد - مثلا - ليفي ستروس يقول بوجود بنيات اقتصادية واجتماعية تعمل بمعزل عن الأفراد وخارجا عن إرادتهم، ونجد كذلك ألتوسير Althusser يقول بضرورة التعامل مع الناس داخل وحدات الإنتاج كرموز لا كأشخاص.. وكان هذا انعكاسا لبروز العلوم الإنسانية التي اتخذت الإنسان كموضوع لها وحاولت بعض المدارس التعامل مع الإنسان بمناهج العلوم الطبيعية، حتى تضمن لنفسها التعامل الموضوعي مع الظواهر الإنسانية.

هكذا حاولت العلوم الإنسانية أن تعتبر الشخصية - بشكل أو بآخر - نوعا من المنتوج الحتمي الذي نستطيع التعامل معه بموضوعية، لذا نسجل التقاء الخطابين (السيكولوجي والسوسيوثقافي) في كثير من الجوانب. فهذه السلوكية - مثلا - تعتبر الشخصية نتيجة لعوامل موضوعية وفرناها لها عن طريق التربية والتعود... وهذا فرويد يعتبر بعض مكونات الشخصية (الأنا والأنا الأعلى) نتيجة للتفاعل مع المحيط الاجتماعي، وذلك ما يفسر التأثير المتبادل وبالتالي بروز مفاهيم جديدة تؤكد التكامل بين الخطابين : العقل /أو الضمير/ الجمعي (دوركايم) اللاشعور الجماعي (يونج)، اللاشعور البنيوي (ليفي ستروس) ...الخ.

إن اعتبار الشخصية منتوجا حتميا يعني إلغاء كل فردانية وحرية في سلوك الشخصية. وهذا فعلا ما يدفع بنا إلى التساؤل التالي : ألا يملك الفرد دورا في بناء شخصيته؟

لقد اطلعنا على أطروحات تؤكد ارتباط الشخصية بالوعي، لكن هناك أطروحات أخرى لا تعتبر الشخصية إدراكا واعيا وسلبيا فقط؛ وإنما تعتبر الشخصية وعيا إيجابيا وبناء يؤسسه الفرد نفسه. فليست الشخصية مجرد إنتاج يتصرف ضمن علاقات مستقلة عن إرادته كما يقول بول هودار،وإنما هي تفاعل دينامي واع يبنيه الفرد ويوجهه. وفي نفس التوجه يرى برغسون أن الشخصية ديمومة مطلقة تعتبر فيها كل مرحلة حاضرة تجربة جديدة محكوم عليها بالتجاوز. ومن ثمة تكون الشخصية بناء مستمرا يختاره الفرد بوعي منه. فالشخصية ليست إنتاجا هندسيا، لأن النتيجة الهندسية نتيجة مستوحاة من فرضيات لا يختارها الفرد وتفرض نفسها على الجميع. أما الحياة فإنها إمكانات متعددة ومختلفة، لو افترضنا أنها تكررت لا يعني ذلك بالضرورة أننا سنجد استجابات متكررة ومتماثلة.

أما سارتر فيعتبر الحياة اختيارا قلقا لأن الشخصية مشروع مستقبلي يستدعي من الفرد تجاوز وجوده الحاضر. كما أن الإنسان، حينما يبني شخصيته، فإنه يبني الإنسانية جمعاء. وهكذا يكون الإنسان باستمرار أمام سلسلة لا متناهية من الإمكانات، يوجه شخصيته نحوها، فيختار بعضها دون البعض الآخر. وما الاختيار إلا ممارسة واعية يقوم بها الفرد بكامل الإرادة والحرية. وعلى هذا الأساس يتضح أن البعض ينسى أن الشخصية ظاهرة واعية، لا يمكن أن تخضع لأي قوانين حتمية، لأنها تتسم بالاستمرارية، التغير، والتجدد.

كاستنتاج عام نقول : إن الشخصية تفاعل دينامي بين الإرث والتراث، بين الطبيعي والثقافي، بين النفسي والاجتماعي... وما تعدد التعاريف واختلاف الدلالات إلا دليل على صعوبة دراسة الشخصية. وهذا لا يعني أن الشخصية ظاهرة متعالية عن كل بحث موضوعي، لأن ذلك تشكيك في علمية العلوم الإنسانية.إلا أنه لا يجب أن ننسى أن الظاهرة الإنسانية تختلف عن الظاهرة الطبيعية، ومن ثمة نفهم بأن الشخصية ليست ظاهرة محنطة. فالدراسة العلمية للشخصية تساهم في بلورتها نحو الأفضل، وتجنبها السقوط في كثير من الأمراض السيكولوجية والاجتماعية، وتعينها على التمرد والتجدد وبناء مستقبلها بكامل الوعي والحرية والإرادة والمسؤولية.
_________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aindeflaedu.ahlamontada.com
 
الشــــــخــــصــــيـــة (تــــــابـــع )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
التربية و التعليم بعين الدفلى :: المواد :: الفلسفة-
انتقل الى: