من روائع الشاعر فخري البارودي ( بلاد العرب أوطاني )

فخري البارودي

فخري محمد حسن بن محمد الظاهر، لقب بالبارودي نسبة إلى جده الذي عمل في مصنع للبارود. ولد فخري البارودي في دمشق عام 1886م.
شب في مدارسها ونهل من علومها، شخصية إنسانية جريئة المواقف، أبرز صفحاتها الوطنية الخالصة، أول من صرخ بوجه الاستعمار وفضح مطامعه في فلسطين فكان كتابه "كارثة فلسطين".
سياسي لامع برز في الحياة السياسية لسورية فترة الانتداب الفرنسي سجن ونفي وعذب، نادى بالوحدة العربية فشدونا معه كباراً وصغاراً:

بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
ومن نجـد إلى يمن إلى مصر فتطوان

تفانيه بحب الوطن كان مصدر إلهامه الشعري والأدبي اللذين تميزا بالطابع الشعبي البسيط, وعيه السياسي وانتماؤه العربي تجليا في رسائله السياسية للملوك والرؤساء العرب، وعبر مقالاته الأدبية مثل "دور الأدب الشعبي في ركب القومية".
ترك لنا البارودي ديوانين للشعر "تاريخ يتكلم، قلب يتكلم" أحب الموسيقى وشغف بها وقد كان أول من أسس ناديين للموسيقى في دمشق وألف العديد من المؤلفات "معجم الموسيقى، تراجم الموسيقيين والمغنيين". لقد أهدى البارودي مذكراته بجزأين إلى الشباب العربي.



من روائع الشاعر فخري البارودي

بــــلاد العــــرب أوطـــــاني

بلادُ العُربِ أوطاني ..... مِنَ الشَّامِ لِبغدانِ

ومن نَجدٍ إلى يمنِ ..... الى مِصرِ فتطوانِ

فلا حدٌّ يُباعِدُنا ..... ولا دينٌ يُفرقنا

لسانُ الضاد يَجمعُنا ..... بغسانِ وعدنانِ

بلادُ العُربِ أوطاني ..... مِنَ الشَّامِ لِبغدانِ

ومن نَجدٍ إلى يمنِ ..... الى مِصرِ فتطوانِ

لنا مدَنِيةٌ سلفت ..... سنُحييها وإن دُثِرَتْ

ولو في وَجْهِنا وقفت ..... دُهاةُ الإنسِ والجانِ

بلادُ العُربِ أوطاني ..... مِنَ الشَّامِ لِبغدانِ

ومن نَجدٍ إلى يمنِ ..... الى مِصرِ فتطوانِ

عرَفُنا كيفَ نتَّحِدُ ..... وللعلياءِ نجْتَهِدُ

ولِسنا بعدُ نَعْتَمِدُ ..... سِوانا أي إنسانِ

بلادُ العُربِ أوطاني ..... مِنَ الشَّامِ لِبغدانِ

ومن نَجدٍ إلى يمنِ ..... الى مِصرِ فتطوانِ

فَهبوا يا بَنِي قومي ..... الى العلياء بالعلمِ

وغنوا يا بني قومي ..... بلادُ العربِ أوطاني